الخميس، 1 يناير 2009

محكمة المطر .. و القدر



من قالها ؟
من قال أني بعته !
هذا الحشى في الجوف ينزف أدمعا ..
أرطال دم لوثتْ كبريائي الذي جُبل عليه كياني ..
صوت صدى عقارب ساعتي يخنق مطر المرارة ..
حين انتهت حكايتنا قبل البداية ..

من قالها ؟
من قص فلسفة النهاية ..
من نصب مقصلة التوهج في صيف الثمالة !
من كابر الدمع أن يجرح خده من عشقه ؟!
فجّرت بدواخلي براكين التألم و الأسى ..

ارجع .. فإني قد زللت بحيرتي ..
ما كنت أحيا إن قتلتُ الذكرى ..
لن تخرج الأشباح عن جملة عالمي ..
و لن تستحيل الأحلام سرابا ..

من قالها ؟
من أطلق الأحكام بقتلي !
من أسمع العالم حزني ؟!
من الذي محا ابتسامة وجهي ...!

أنا التي أحببته ..
مرغت بالطين أنفي و جئت له !
أهديت روحي لجلاله ..
و لذاته، نسيت حتى من أنا !

من قالها ؟
من قال أني قلتها !
أو لست تشعر يا فتى !!
قرع قلبي قد دوى ..
و النبض أقلق نومتي ..
و الدمع دم قد جرى ..
و زعمتُ أني قد نسيتك ..
و القلب أبدا ما سهى ..
أرخصت نفسي للهوى ..
فأرحم فؤادي و ما احتوى ..

إن كنتَ فارس ساعتي ،،
فأوقف دوائر زمني ..
أرفق بي ، لا تؤذني ..
كفكف دموع وحدتي ..
و أشدد بروحك أزري ..

إن كنت تقرأ أسطري ..
فجر سلاحك و انهني ..

و إن كنت تخشى أنني ..
لست إليك سأنتمي ..
صدّق فؤادي ، كأنني ..
مَلكٌ كريم يوم يداك سأحتوي ..
قبّل هوائي من بعيد ، و سأنحني ..
إن كنت أنت فما همني !

سأكسر زجاجاتي و في جناحك أرتمي ..
لا تعذبني ، فإما لي .. أو اترك متحفي ..

كل لوحاتي مذيلة ببسمتي ..
إلا رسمك يأبى أن يموت بريشتي ..
كتبتُ تفاؤلي حتى انتهى حبري ..
و قاومت شعري حتى اكتوى حبي ..
و كتمت أشواقي لكي لا أقتل فيك حلمي ..
أخفيتُ العشق عنك علّه يطلقني ..
تشبث عشقك بي و لم يترك عنقي ..

كرهت الحب .. و أنت أسبابي و حججي ..
و أذود عنك كرهي و لائمتي ..
خبّر أقاصيص الأوراق ما ذنبي !
اكتب و عبّر .. ما أسباب مظلمتي !!
علمتها .. ما كان لكَ ذنب و لكنه ذنبي ..
أنصفتُ قاتلي و ظلمتها ، نفسي ..
إن كنت لا تقوى جرحي فاقتلني ..

آه .. و لكن ....... من قالها ؟
من قال أني إن عشقتك ستكون لي !
من قال أني إن رجوتك ستعود لي !
قد قالها ربي فكانت و حقت كلمات ربي ، فهطلت أدمعي ..
اهتز حلمي و في الظلمات ارتفعت أذرعي ..

يا رب لن أرجوه محبتي ..
و منك ربي أرجو أن يعود قلبي إليّ ..
أنت القدير على الشدائد، أنت القوي ..
يا ربي فارحم ضعفي و اجبر كسري ..
امدد خلاياي بقوة على المسير تحثني ..
و امحو من ركن زاويتي ظلال الماضي ..
.

.
تنفس ، تنفس ..
أيها القلب لروح الحياة تحسس ..
بعيدا ، عميقا ، ستبقى صريعا ..

و لكن غدا .. أعدك ، ستشرق الشمس ..

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

ايباج ...

و برقيّك المعتاد ...

تأسريننا في داخل جماليات الخيال المتوشح للنص ...

شكرا بقدر روعة النص .. و ( تقصيري )..

أثار نصك ذاكرتي العتيقة ..

فرحت أبحث في أكوام الملفات المبعترة بجهازي ...

عن نص توارد إلي عندما قرأت نصك ...

و هو لــ غادة السمان ...



:::::::::::::::::::::



على أطلال الذكريات



كبير أنت كالحلم الذي صار قوتي اليومي

وزجاجة خمري المعتق في قلوب العاشقين

كبير أنت كالبهجة المهاجرة

على مفارق الترهات

كالوهم الذي يسورني بفرحةٍ زئبقية

كهذا الزمان الذي أباح

كل شيء

كل شيء

إلا الحب!

...

الحب الذي صار منبوذاً

وربما جثة هامدة

على قارعة الأفئدة المتراكمة بالجليد

كبير أنت كموجات الحزن

المتلاطمة لابتلاع شطآن عمري الرملية

المتلاشية في بحور الضياع

كرصاصة تتربص..شهقة الوداع

..

ها أنا أخيراً

أغمض عيني

لأصحو على أطلال الذكريات

المسكونة بالألم

الغارقة بالوجع

والدموع والانهيار

وحنانك المُدمِرْ


غادة السمان

:::::::::::::::

اعذري تقصير و تقبلي شكري ...


لك أطيب المنى ...


تحياتي ...

EABaj يقول...

لأصحو على أطلال الذكريات
و حنانك المدمر ............

.... لله درها ..


تكمن القضية في هذا الحنان ..
حيث نندفع بلا وعي لإرتكاب الجريمة ،
و نغرق حتى النخاع في غياهب العشق الزئبقي ..
كلما اقتربنا يتلاشى .. و نتلاشى رغم الحضور ..

و نعيش الخيال واقعا و نعلم ان النهاية حتمية ..
فقط لنتجرع ...... ذاك الحنان ..
ليست حالة من الإدمان .. فقط وفاء لذاك الزمان .. و المكان ..

و نعلم اننا سنقف خلف القضبان ..
و يطلق علينا القدر حكم المطر ..
و بلا غيث ، سنغرق ، و ستحل علينا لعنات الزمن ، يلهب سياط الثواني ليستحيلها سنون ( حسرة ) !

و في نهاية الأمر .. ستُغلق القضية ..
و تقيّد ضد مجهول ..



د.إيمن ..

بحضورك أتلاشى خجلا ، أن كان لي قلم تقرؤه أعينكم ..
و يزيدني فخرا أن أثير من الذاكرة بعثرة مترفة كـ غادة السمان ..
و حين تنطق أقلامكم هنا ... أقيم عيد الشكر ، و احتفل بابتسامه مبجلة ، تليق بريشة راسموها ..

منكم تعلمنا كيف يلتقي القلم بصفحات الورق .. فـ شكرا لك ..

كن بخير .. دوما ..

أختك .. اشتياق :)

NObOdY يقول...

نص رائــع

EABaj يقول...

نودي ....

أي ريح كريمة ألقت بأقدامك على شاطئي ..
و أي يوم سعيد هذا الذي خط قلمك على متصفحي ..

اهلا ، اهلا ...
انرتي عالمي ..

طبعا جميل .. حيث انه جمّل أركانه زيارتك .. فقط لا أكثر ....

اسعدني مرورك ..... جدا ..
أيتها الـ فخمة ....


اختك .. اشتياق ..

ddp يقول...

إشتياق..!!

و لكِ حبر ما وجد في هذه الدنيا إلا ينقش بأناملك..

مدوي.. مزلزل.. مؤلم.. قاتل.. بل فناء.. هذا النص..

و هل يا ترى أ هو من أراد الرحيل..؟! ام ان القدر يريد..؟! من هنا المتهم و من هنا الضحية..؟!
و أين القضية..؟!

بل هي ألف قضية تعرض أمام المحكمة كل يوم ألف مرة.. و الحكم دائما قاسي.. الإعدام لقلوب تهورت فغرقت.. فماتت أو انتحرت..!!

و هل الحب تهور..؟!
إذا البشرية جمعاء مخلوقة في تهور.. فما من داء فتك في مشاعر البشر كالحب..!!

هو الألم الذي نبحث عنه.. نجد فيه نهايتنا.. نجد فيه سقوط مملكة كرامتنا.. سقوطنا نحن.. و نسقط فيه لنرتفع..!!

إذا من المتهم..؟! لا متهم هنا.. و لكن هنالك ضحية..!!

إشتياق..

دمتِ قدوة.. دمتِ راقية جدا جدا..

اخا لكِ..
ddp :)